أصواتهن للسلام تحاور صاحبة كتاب “حيرة فرح” وحكايتها مع أدب الطفل

الأستاذة/ منى لملوم، كاتبة وباحثة في مجال أدب الطفل والاجتماع
سيظل أدب الطفل من أهم أنواع الفنون التي تشكل هوية الأطفال، الذين هم رجال ونساء المستقبل.
أصواتهن للسلام حاورت الأستاذة منى لملوم، الكاتبة والباحثة، حول رأيها عن هذا النوع من الأدب مع التركيز على باكورة نتاجها الأدبي “حيرة فرح”.
إليكم نص الحوار كاملاً
– نعلم أن لك أنشطة متعددة، كيف تقدمين نفسك للقراء ومتابعي مبادرة أصواتهن للسلام؟
أحب أن أقدم نفسي “كاتبة وباحثة” لأنه لقب يلخص عملي؛ أما تفصيل ذلك هو دراستي الأساسية، أنا حصلت على ليسانس آداب اجتماع، وبعده درست دراسات إسلامية وعربية، ثم تخصصت في الدراسات التربوية وماجستير في الصحة النفسية، ما أركز عليه في الأنشطة التي أقوم بها هما الطفل والمراة وأدب الطفل، ومجال الصحة النفسية، أهتم بالتدريب والاستشارات الأسرية ويندرج تحته تعديل سلوك الأطفال، العنف ضد المرأة و اللاجئات في مجال الصحة النفسية.

– لماذا تخصصتي في أدب الأطفال تحديدا؟ وهل هناك شيئا تشاركيه معنا ومع الأمهات؟
أجمل الأشياء تحدث في حياتي بالصدفة، وهذا سبب أني تخصصت في أدب الأطفال، أنا بعتبر كتابي حيرة فرح هو العلامة الفارقة في هذا النوع من الأدب بالنسبة لي، عالم الأطفال مليء بالأفكار التي قد يخاف الكبار من الافتراب منها، إما لانشغالهم أو لعدم قدراتهم على الرد لأسئلتهم. لذلك فمجال أدب الطفل عالم متميز من المشاعر التي تجتمع بها علوم وعوالم كثيرة لابد من مخاطبتها.

– في رأيك، من أكثر تميزا في الكتابة عن أدب الطفل، الرجال أو النساء؟ خاصة وأن النساء هن أكثر من يعتنين بالأطفال؟
الحقيقة صعب جدا نحدد درجة التميز في الكتابة للطفل على أساس النوع أو الجندر، الكاتب المتميز هو من يستطيع أن يحترم عقل الطفل ويقدر احتياجاته، والحمد لله لدينا منهم كثير من الرجال والنساء، فمثلا رائد أدب الطفل العظيم الراحل الأستاذ عبد التواب يوسف، أستاذ يعقوب الشاروني، ربنا يعطيه الصحة، ومن رائدات أدب الطفل الأستاذة سماح أبو بكر عزت، أمل فرح، الدكتورة عفاف طُبالة، أسماء كثيرة لا يتسع لها الوقت، لكن التميز موجود لدى الرجال والنساء.

– كتابك “حيرة فرح” حصل على دعم الشيخ أسامة أزهري، هذا أمر محمود يستحق أن نوضحه لجمهور القراء، احكي لنا عن قرارك لتأليف هذا الكتاب المتميز؟

في الحقيقة هذا الدعم هو سبب خير كثير في نشر الكتاب والتعريف به، كانت لفتة طيبة جدا من فضيلة الشيخ أسامة دعوتي واستضافتي مع الإعلامي رامي رضوان للحديث عن الكتاب، والدعم نعمة عظيمة الحمد لله. في رأي الكتاب يمثل احتياج كل أولياء الأمور لهذا النوع من المعلومات، الكبار نفسهم منهم من عاش حياة طفولة بها تعنيف وشدة لأنهم تجرأوا وسألوا الأسئلة من هذه النوعية عن الخالق والكون والغيب، ولأن الآباء لم يكن لديهم الأسلوب التربوي لتوصيل المعلومة وفتح الباب لهذه المناقشة، وأصبح لدينا سلسلة إلى ما لا نهاية من التخوف من طرح هذه الأسئلة على مدار الأجيال المتعاقبة، وفي رأي كتاب حيرة فرح قطع هذه السلسلة من التخوفات، وفتح المجال لتشجيع الأطفال لطرح هذه النوعية من الأسئلة ومساعدة الآباء في طريقة الرد. بشرط أن نسأل متخصص.
لذلك كان قراري حاسم في أني أوجه الكتاب للأمهات في الأساس، لأن الكبار هم من يشترون الكتب ويقرأون لأطفالهم وهذه كانت رسالة ضمنية للكبار أن يعلموا أطفالهم حب القراءة.

– – هل تعتقدين أن هناك قصور في الخطاب الديني الموجه للاطفال في سن تتشكل فيه هويتهم الدينية والعقائدية، وما هي افتراحاتك لتطوير هذا الخطاب؟
أنا أعتقد أن هناك قصور في الخطاب التربوي، وليس الخطاب الديني، يعني مثلا الكتاب يحاوب عن أسئلة دينية، لكنه يعتمد على أسلوب تربوي يحترم عقل الطفل، وهذا كان الهدف الأول من الكتاب، نريد أن نحفز الطفل إنه يسأل، ونبحث معا عن الجواب، أو نعطيه خيط ونترك له المجال أن يبحث هو.

– هل تنوي إصدار أجزاء أخرى من كتابك “حيرة فرح”؟

كتاب حيرة فرح به أهم 70 سؤال من الأطفال وإلى الأطفال، جمعتهم وكان المحتوى جاهز من 2012، حتى استقر الأمر أخيرا ووفقني الله للنشر مع الهئية المصرية العامة للكتاب عام 2016، وأنا أتوجه بالشكر لجميع القائمين على هذا الصرح لما وجدته من اهتمام بشأن الكتاب حتى خرج للنور بين أيدي القراء، وأتوجه بشكر خاص للأستاذ هيثم الحاج علي، رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، لأنه بالفعل عرض فكرة استكمال أجزاء أخرى من الكتاب، وهذا ما نعمل عليه بالفعل. بعض الأطفال ممن وجهوا لي الأسئلة في كتاب حيرة فرح، بدأوا يسألوا بعض ويبحثوا معا عن الجواب، وهذا ما نريده للطفل: اطمن، اسأل، ابحث.

– أخيرا، ما هي نصيحتك للآباء والأمهات لتحفيز أبنائهم للقراءة؟
أولا قبل أن نتحدث عن النصائح، أوجه رسالة وهي أن الآباء لابد أن يكون لديهم جزء تربوي ولو قليل يسمح لهم بالتعامل مع الطفل، وهذا ما أسعى من أجله وأحاول أن أوصله في كل اللقاءات.
ثانيا، الأمر يحتاج أن نعمل على مستوى المؤسسات وليس الأفراد، وأنا على أتم استعداد للتعاون مع أي مؤسسة تدعم هذه الفكرة، نجهز برامج تدريبية للآباء.
عقدت العديدي من البرامج والورش للأطفال، وقمت بتدريب مدرسين وآباء، لكني لا أتحدث عن المفهوم التربوي النظري، وإنما الإطار العملي الذي يخدم هذه الفكرة، وعلى رأس الداعمين لأنشطتي هذه مكتبة الأسكندرية.
أما النصائح فيمكن تلخيصها:
اذهبوا مع أطفالكم لمعارض الكتب والمكتبات
اعطائهم الحرية والفرصة لاختيار كتب ذات الاهتمام بالنسبة لهم
عدم فرض نوعية الكتب على الطفل، لأنها يمكن أن تنفرهم من القراءة لأنها عندئذ تتساوى معهم في هذه الحالة بالكتاب المدرسي
مراقبة اهتمامات الطفل هام جدا في تشجيعه على القراءة، كل ما كان المجال محبب إليه، كلما تتسع مداركه لأهمية القراءة في مختلف مجالات الحياة بمرور الوقت

هل عاطفة المرأة ضعف أم قوة؟ وما هو التوصيف الدقيق لمصطلح “تمكين المرأة”؟ أصواتهن للسلام في حوار لمبادرة “المجتمع المهني للتنمية”

هل عاطفة المرأة ضعف أم قوة؟ وما هو التوصيف الدقيق لمصطلح “تمكين المرأة”؟ أصواتهن للسلام في حوار لمبادرة “المجتمع المهني للتنمية”

في إطار فاعليات مبادرة أصواتهن للسلام التي تهدف إلى كسر الصور النمطية التي تُمارس في المجتمعات العربية خطأ باسم الأديان، ومن أجل تصحيح المفاهيم الاجتماعية الخاطئة في إطار مشروعات التنمية والنوع الاجتماعي، شاركت الباحثة هبة صلاح، مؤسسة مبادرة أصواتهن للسلام في لقاء عبر منصة زووم بدعوة من الأستاذة رِهام فؤاد صاحبة مبادرة “المجتمع المهني للتنمية”، حيث دار الحوار حول العديد من النقاط الهامة في هذا الإطار.