بقلم/ بربارة يوسف
لا تزال المرأة في البدو تعتمد بشكل كبير على الصناعات اليدوية ومنتجاتها المحلية التي تنتجها بيدها وتوفرها لاهل بيتها؛ فمع التقدم الكبير فى استخدام وسائل حديثه كهربائيه أو أوتوماتيكية إلا أننا نجد الست البدوية لا تزال تعمل بيدها فى صناعات قديمة جدا ربما لا يتذكرها الكثيرون الآن، ولكنها منتشرة بشكل واسع بين البدو فى الصحراء الغربية التي تمتد على غروب بعض محافظات الصعيد كأسيوط والمنيا والجيزة.
تحكي لنا الست راويه محمد خليل البالغة من العمر 61 عاما، وهي من مواليد بدو شمال المنيا:
حكت أن السيدات البدويات لا زلن يعتمدن على صناعة أيديهن خاصة تلك التى تدخل فى أغذيتهم ومأكلهم، كصناعة السمن واللبن والجبن، حيث تحضر الست البدويه ما يسمى بالقربة، وهي عبارة عن جلد ماعز يستخدمونه بعد سلخ الماعز وإزالة كل الشعر، يأخذون الجلود ويضعونها لعدة أيام فى شاي مر أو حِنة ويتركونه منقوع لحين التخلص من كل بقايا الروائح والدهون، ثم يكون صالح للاستخدام بعد ذلك، تتم به عملية وضع اللبن المحلوب من المواشي، ويترك هكذا لفتره من الوقت داخل القربه الموضوعة فى الشمس والمثبته على ثلاثة أعواد من الجريد فى الأرض حتي تتم خضها لوقت يصل إلى الساعتين، يتم من خلالهم تجمع قطع السمن وفصلها عن اللبن، ومن ثم تستخرجها فى وعاء خارجي، ويدخل السمن البلدي في معظم المأكولات وفي منازل أخرى يتم بيعها و التجارة والتكسب منها، وهذا ما تعتمد عليه السيدة البدوية في عملها و اكتفائها الذاتي من هذا المخزون.
حكت لنا الست ساره لبيب وهي تبلغ من العمر 65 عام، من إحدى قرى المنيا المجاورة للبدو على الظهير الصحراوي الغربي، أنها تعمل تاجرة لمثل هذه المنتجات البدوية والريفية، واوضحت انها تشتري من السيدات البدويات السمن بسعر مخفض، وتدور على القرى المجاورة تبيعه بسعر أعلى قليلا، وقالت إن القرى المجاورة للبدو تعتمد على صناعة السمن والجبن ومنتجات الألبان بشكل كبير جدا, حيث إن الصعيد بشكل عام منتج ولا يثق فى المنتجات الجاهزة أو المعلبة، ولديه اعتقاد قديم يقول إن الجسم يصبح أشد وأقوى إذا تربى على السمن البلدي، المثل يقول: “البلدي يوكل”.