هل للفن دور في ترسيخ أو كسر الصورة النمطية عن النساء؟ أصواتهن للسلام تحاور المخرجة أسماء إبراهيم

ليس الفن، بل المجتمع الذي يستلهم منه الفن موضوعه. وحتى لو تم تقديم بعض الأعمال الفنية أو الإعلانات صورا نمطية عن المرأة، وحتى لو سلّعتها لعقود طويلة، أظن أن ثمة حراك ووعي متناميان في مجتمعاتنا، والدليل على ذلك ظهور مبادرات فنية ومجتمعية مثل مبادر أصواتهن للسلام التي أتشرف بالحديث عبر منصتها الآن. والتي تستهدف نشر الوعي ضد التمييز ودعم قيمة المساواة في مجتمعنا.

“لا سبيل لإقصاء الرديء إلا بوجود عمل جيد.. ولا وسيلة لإزاحة المتهافت إلا بظهور عمل أصيل. فلنفعلها إذا.”

قراءة الحوار كاملا

– الأستاذة أسماء إبراهيم. ممكن تقدمي نفسك لجمهور ومتابعيي المبادرة؟
مواطنة مصرية تعمل بالفنون والثقافة وتمتهن شغفها وهو صناعة الأفلام، وأحيانا ما تلعب في فضاءات ذات صلة بشغفها كالنقد والكتابة الإبداعية والتنشيط الثقافي.

– في رأيك هل الفن والإبداع ليس له علاقة بالأديان؟
الدين معطى حضاري وثقافي (بخلاف كونه رسالة سامية من أجل خير البشرية) ولو تعامل معه البشر من خلال هذا المنظور لإنحسرت العديد من المشكلات والأزمات التي تولدت من التعصب في فهمه من أبناء كل ديانة، وآمـل أن تزداد السماحة ويعم السلام والتسامح بين البشر للدرجة التي توقف طوفان الدم الذي يتفجر كل حين وفي كل بقاع العالم حتى في تلك الدول التي شكلت ولعقود طويلة منارت للتنوير والتحرر.

– هل الرؤية الفنية والإبداع تختلف من كون الفنان رجل أو امرأة؟
أعوّل على إنسانيتي لا على نسويتي. الجذر اللغوي متقارب – كما ترين- بين الكلمتين، ولكني حين أقوم بالإخراج أو أكتب أو أصيغ أي مشروع أيًا كان فإني أخاطب الإنسان على إطلاقه، لا فرق لديَّ بين رجل وامرأة أو طفل وكهل. وهذا التصنيف الجندري لا أظن بوجوده في مجال الإبداع الفني، وإن كنت لا أنفيه على أرض الواقع في كثير من القضايا الحياتية. أحيانا ما يكون هناك تمييز ضد المرأة، وكذلك هناك تمييز في قضايا أخرى ضد الرجل. ولا بديل عن تفعيل وتعظيم قيم المواطنة والعدالة والمساواة في مجتمعنا إذا ما أردنا مستقبلا أفضل.

– لك عمل فني رائع شهد له الجميع بالنجاح والتأثير وهو فيلمك التسجيلي (كريستين.. عبقرية المكان)، كلمينا عن هذا العمل؟
هو أول أبنائي ويحمل كثيرًا من روحي. به سجلت نفسي كمخرجة أفلام بعد سنوات من العمل البرامجي واكتشاف كافة القوالب الفنية للبرامج كاملة النص سواء ريبورتاج أو تحقيق أو فيتشر وغيرها من أسرة الفورمات البرامجية، ليأتي الفيلم التسجيلي كـدُرة التاج (بالنسبة لي) في اكتشاف قدرات الوسيط التليفزيوني الذي أعشقه وأتحيز له. وكنت محظوظة أن تكون تغريدتي الأولى في مضمار الفن التسجيلي هي فيلم يتناول قضية المواطنة والحق في التعليم ويقدم تحية لقيمة التسامح الديني والتعايش الثقافي ويقدم نموذجا رائدا وتنويريا جسدته الدكتورة كريستين زاهر حنا كأول معيدة مسيحية في قسم تدريس اللغة العربية والدراسات الإسلامية بكلية التربية جامعة قناة السويس. والتي تعاملت مع الإسلام كمعطى حضاري. فحفظت من سور القرآن الكريم والأحاديث الشريفة وقامت ببحوثها في موضوعات تتعلق بالدين الإسلامي ما أهّلها لاجتياز دراستها بتفوّق يشهد له الجميع.

– هل تعتقدين أن الفن والإبداع الآن يؤدي دوره كما ينبغي في التعريف بالأديان وحوار الثقافات؟
فن جيد يؤدي بالتأكيد لإنسان أسمى وأفضل، أشعر بنوع من التسامي والسكون عندما أرى فيلما جيدا، أو أقرأ رواية آسرة أو أنهي قصيدة شعر تمسَّـني. أظن أن الفن هو عزاؤنا الوحيد في هذا العالم بغض النظر عن موضوعه. ليس شرطا أن أتعرض لفيلم عن التسامح والتعايش السلمي بين الأعراق والإثنيات المختلفة لكي أطوّر مفاهيمي بخصوصها، أو أكون أكثر تسامحا مع الآخر الديني أو العرقي. يكفيني أن أتعرض لفيلم جيد الصنع، حبّذا لو كان بديعا. سأسمو وسأنظر للعالم بعين وادعة وستتسع رؤيتي وتتعمق وستصير بصيرتي أكثر نفاذا، سأخوض تجربة جمالية وإنسانية تكفل لي السمو وقبول الآخر واحترامه وضمان حقوقه وكفالة حريته وهي مقاصد الأديان في النهاية.

– هل تعتقدين أن الفن رسخ لصور نمطية خاطئة عن المرأة بشكل أساسي؟
ليس الفن، بل المجتمع الذي يستلهم منه الفن موضوعه. وحتى لو تم تقديم بعض الأعمال الفنية أو الإعلانات صورا نمطية عن المرأة، وحتى لو سلّعتها لعقود طويلة، أظن أن ثمة حراك ووعي متناميان في مجتمعاتنا، والدليل على ذلك ظهور مبادرات فنية ومجتمعية مثل مبادرة مثل “أصواتهن للسلام” التي أتشرف بالحديث عبر منصتها الآن. والتي تستهدف نشر الوعي ضد التمييز ودعم قيمة المساواة في مجتمعنا.
– كيف يمكن تصحيح هذه المفاهيم من خلال الفن؟ أعني الرد على المحتوى بالمحتوى؟
أظن هذا السؤال يحمل اجابته. كما تفضلتي وذكرتي سيادتك.. لا سبيل لإقصاء الرديء إلا بوجود عمل جيد.. ولا وسيلة لإزاحة المتهافت إلا بظهور عمل أصيل. فلنفعلها إذا.

 

أصواتهن للسلام تحاور صاحبة كتاب “حيرة فرح” وحكايتها مع أدب الطفل

أصواتهن للسلام تحاور صاحبة كتاب “حيرة فرح” وحكايتها مع أدب الطفل

الأستاذة/ منى لملوم، كاتبة وباحثة في مجال أدب الطفل والاجتماع سيظل أدب الطفل من أهم أنواع الفنون التي تشكل هوية الأطفال، الذين هم رجال ونساء المستقبل. أصواتهن للسلام حاورت الأستاذة منى لملوم، الكاتبة والباحثة، حول رأيها عن هذا النوع من الأدب مع التركيز على باكورة...