هذا عنوان رسالة وصلت على البريد الخاص للصفحة الرسمية لمبادرة “أصواتهن للسلام”
الرسالة كانت من أحد المتابِعات لبرنامج الإعلامية المتميزة “لمياء فهمي عبد الحميد” في حلقة يوم السبت الماضي، حيث استقبلت اتصالا هاتفيا من زوج، ولن أقول رجل، لأنه من خلال المكالمة أثبت أنه لا يعرف أو يعي ما معنى الرجولة، مشكلته التي عرضها أن زوجته تطلب منه كلمة طيبة، مجرد كلمة طيبة تجبر خاطرها، واعترف هو بلسانه أنها على خلق وغير مقصرة في حقوقه أو بيته أو تربية أولاده.
كان مقابل طلبها البسيط أنه “ضربها” فتركت له المنزل، ومما أزعجه أنه ذهب لأهلها مرتين ورفضت مقابلته!
من العبارات التي استخدمها هذا الزوج في مداخلته الهاتفية على الهواء: “فيها إيه لما أضربها” “لو كل زوج ضرب زوجته وزعلت مفيش بيوت هتعمر”، “ربنا قال “واضربوهن”، “هو مش ربنا قال: الرجال قوامون على النساء”! “ده حقي في القوامة”.
فصاحبة الرسالة قالت بالنص: “بين العبادة والعادة ضاع معني السعادة”، وأكملت كلامها: “أقصد بالعبادة، تلك التي بُنيت على مفهوم مشوه وخاطئ لنصوص الدين، وسببها الأساسي العادات والتقاليد التي نشأ عليها هذا الشخص، وعلمته أن الزوجة في بيته جارية، وجسد بلا روح، ومن حقه أن يضربها ويهينها متى شاء”
من هنا نعيد ونكرر أن الفكرة الأساسية التي أطلَقت من أجلها مبادرة “أصواتهن للسلام” هي تحرير نصوص الأديان أولا، والتي تعني بدورها تحرير (العقول)، ثم تحرير المجتمع من العادات والتقاليد التي تكسر القلوب وتشوه النفسيات سواء للرجال أو النساء.
عنوان هذه الرسالة في الحقيقة وقفت عنده كثير لأني وجدته معبرا عما يحدث ونراه يوميا في مجتمعنا العربي.
ربما نحتاج إلى خطاب أكثر واقعية في جميع المؤسسات وأولها مؤسسة الأسرة، ثم المؤسسة الإعلامية تليها المؤسسة الدينية حتى تكتمل المنظومة.
وفي ظل انطلاق الدعوات لتجديد الفكر الإسلامي والمسيحي ودعوات الحوار، نجدد ثقتنا في مؤسساتنا الدينية التي تتحمل جزء كبير من توصيل الرسالة الصحيحة كما جاءت بها الشرائع.
دائما أكرر كلام النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) في مثل هذه المواقف: “ابدأ بنفسك ثم بمن تعول”.