منذ إعلان ما تعرضت له الطفلة ندى (12 عام) أحدث ضحايا الاعتداء الجسدي على الفتيات ولقت حتفها على إثره، وأنا أتابع الخطاب أو المصطلحات المتداولة على مواقع التواصل والمواقع الإخبارية وحتى صفحات الهيئات المعنية بمكافحة ممارسة هذه “العادة”.
الحقيقة هي أنني لاحظت إصرار بالغ على استخدام مصطلح “ختان الإناث”!!
فما يتم ممارسته من اعتداء على الأعضاء التناسلية لبناتنا هو (بتر) أو (تشويه) للخِلقة التي خلقها الله ليس أكثر. ومما زاد الأمر ترسيخًا في أذهان العامة أن هذه العملية تسمى “ختان” إصرار المؤسسة الدينية المعنية بتوضيح وبيان الحكم الشرعي تجاه هذه العادة على استخدام لفظة “الختان”، فقد خرج علينا أحد المشايخ ليرد على فتوى دار الإفتاء المصرية (التي أعلنت أنها عادة ومحرمة شرعا) ليتحدث إلى العامة في فيديو حول تاريخ “الختان” بشكل عام في الفقه، وقد أصر على وصف ما يتم مع الفتيات على أنه “ختان”! بل ومكرمة.
الختان في الشريعة موجه بالأساس إلى ما يتم مع الذكور بهدف الحفاظ على “الطهارة” والنظافة الشخصية التي تتطلبها العبادات وخاصة الوضوء والصلاة. وهذا لا ينطبق مع خِلقة الله للنساء، وإنما جرت العادة كما زمن الجاهلية في توجيه الاعتداء على الفتيات تحت مسمى “العِفة والشرف” وكأن انتهاك الشرف أمر يقتصر على النساء فقط” أما الرجال فلا شيء يعيبهم” تحت هذا البند!
فإذا أردنا الخروج من دائرة ممارسة هذه العادة أو هذا الاعتداء إن صح التعبير لابد من تصحيح المفاهيم والبداية من استخدام المصطلحات كما يجب أن تكون: فهذا ليس ختان، لأننا حين نُصر على استخدام لفظة “ختان” نضفي صبغة شرعية على ممارسة هذه العادة ضد الفتيات، وإنما ذلك “تشوية أو بتر للأعضاء التناسلية للفتيات”، وما اصطلح عليه في اللغة الإنجليزية Female Genital Mutilation (FGM)