رسالة حياة

من الأشياء التي أرى فيها تناقض عجيب بين القول والفعل أو القول والتطبيق هي مفهوم “الرزق”، فعندما تتحدث مع أحدهم وتقول إن الزواج رزق من عند الله، يؤكد لك بنبرة خشوع “أيوه، ونعم بالله”، وبعد دقائق أو ربما ثوان قليلة، يسأل: “مش هنفرح بيكي بقى”؟

طالما أن الجميع يعلم أن الزواج رزق، فلماذا يعطون أنفسهم الحق في طرح مثل هذا السؤال الذي ليس له إجابة أيضا عند من توجه له/لها السؤال!!

وهنا تكمن المشكلة.. المجتمع يرى البنت التي لم تتزوج، دون الرجل الذي لم يتزوج، وقد تخطت السن الذي فرضه لها المجتمع منذ نعومة أظفارها، فتاة فاشلة، فهي لم تحقق الهدف “الزواج”، وتظل نظرات الشفقة والحسرة تحاوطها أينما ذهبت او كلما تزوج في العائلة من يصغرونها.. فالمجتمع يغمض عينه ويصم أذنه عن كل ما تحققه من إنجاز في حياتها الشخصية أو العملية أو الأكاديمية، ولا يرى فيها إلا “الأنوثة المعطلة” التي لم يحظى بها سعيد الحظ.

في عهد النبي (صلى الله عليه وسلم) كان العرف السائد في المجتمع بناء على الطبيعة الديموغرافية للمكان والطبيعة الفيسيولوجية للشباب (بنات وصبيان) كان سن الزواج يبدأ من التاسعة والعاشرة، ولذلك البعض الآن يندهش عندما يعلم أن النبي (صلى الله عليه وسلم) تزوج السيدة عائشة (رضي الله عنها) وهي في سن التاسعة. هذا لا يمت بصلة لانتهاك حقوق الطفل وزواج الصغيرة الذي ندافع من أجله الآن في زماننا، بل كانت السمة السائدة في المجتمع وقتئذ هي هذا السن في الزواج.

عندما نقيس نفس الحالة على مجتمعنا وزماننا الآن، نجد أن زواج البنات والشباب فوق سن الثلاثين أو حتى فوق الخامسة والثلاثين لم يعد شيئا غريبا، فهذا ما آلت إليه ظروف مجتمعنا الاجتماعية والاقتصادية، وهذا لا يعيب البنت او يقلل من أنوثتها أو رسالتها في الحياة.

الزواج هو سنة الحياة وسيظل سنة الحياة إذا فهم الرجال قبل النساء أنه مودة ورحمة وسكن، وليس فقط عقد لقضاء وقت لطيف ليس معه مسؤولية.

البنت التي لم تتزوج ليست حزينة أو تعاني من اكتئاب أو حياتها مدمرة وتنتظر من يصلحها، البنت التي خرجت للعمل التطوعي وجعلت لنفسها رسالة هدفها لخدمة الإنسانية لإصلاح ما يمكن إصلاحه في زماننا الذي اختلت فيه موزين الأخلاق تحت شعار “كل ميسر لما خلق له” تستحق ان ننحني لها احتراما لأنها تؤسس لبيت له هدف، ولذا ستحافظ عليه، أما من أسس بيته من أول يوم على “لا هدف” فلا يلومن إلا نفسه”.

لابد أن نكسر هذه الصورة النمطية عن البنت التي لم تتزوج بعد أو المطلقة أو الأرملة، والبداية تكون من النساء أنفسهن (الأم والخالة والعمة والصديقة…)

نقطة نور وسط الظلام

“ختان الإناث” فهل ذلك هو المصطلح الصحيح؟

“ختان الإناث” فهل ذلك هو المصطلح الصحيح؟

منذ إعلان ما تعرضت له الطفلة ندى (12 عام) أحدث ضحايا الاعتداء الجسدي على الفتيات ولقت حتفها على إثره، وأنا أتابع الخطاب أو المصطلحات المتداولة على مواقع التواصل والمواقع الإخبارية وحتى صفحات الهيئات المعنية بمكافحة ممارسة هذه “العادة”.

للرجال درجة؟

للرجال درجة؟

الدرجة التي اختص الله بها الرجال في الآية 228 من سورة البقرة لا تعني أنه سبحانه وتعالى ميز الرجال عن النساء تميز مكانة، وإنما أعطاه خصائص نفسية وجسمانية تجعله مسؤول عن حماية ورعاية المرأة وتحمل هذه المسؤولية، فبذلك تكون الدرجة تكليف لا تشريف.

تسافر المرأة بمفردها؟

تسافر المرأة بمفردها؟

هناك حالة من الضبابية داخل المجتمعات العربية حول سفر النساء بمفردهن! يرجع السبب الرئيس في وجود هذه الحالة من عدم الوضوح إلى خلط الأوراق بين النصوص الدينية والعادات والتقاليد. فالمجتمع لا يبذل جهدا في التعرف على حقيقة الأمر دينيًا، سواء في المسيحية أو الإسلام!