كورونا والعنف المنزلي

لا أعلم عدد التقارير أو الأخبار التي قرأتها حول ارتفاع نسب “العنف المنزلي” داخل الوطن العربي منذ اندلاع أزمة الوباء التي يشهدها العالم كافة. للأسف هي ظاهرة تدعو إلى التفكر والتأمل لأنها موجودة في كل المجتمعات، العربية والغربية، بل الأمر قد وصل إلى التصعيد الرسمي من قبل بعض الدول مثل دولة ماليزيا حيث أصدرت مرسوما تطالب فيه النساء بالامتناع عن مضايقة أزواجهن، والحرص على التجمل دائما طوال فترة الحجر المنزلي!

هذا هو الخبر الذي كان سببا في طرح سؤال هام جدا: على أي أساس بٌنيت تلك البيوت؟

فالعالم في أزمة حقيقية، ليست أزمة انتشار الوباء فحسب، إنما أزمة “البيوت” التي ضاقت بأهلها في وقت أصبح “البقاء في البيت” هو الحل الوحيد لمواجهة الوباء والاحتماء من الإصابة! فكأنني أرى المشهد عبثي بما يكفي ولابد من إعادة التفكير فيما وصل إليه حال “بعض” البيوت؟!

الحقيقة أنني لن أكرر كلامًا معتادًا عن الحب والتحمل والمودة والرحمة وغيرها؛ لكني من الأفضل أن أضع الحقيقة بين يدي كل من يقرأ:

نحن في مجتمع يتمسك بالأشياء الظاهرة المادية أكثر من البحث عما يجلب له الطمأنينة والسكن كما حددته النصوص الدينية والاجتماعية؛ فانصرف التفكير عن كون فكرة الزواج الأساسية هي “تأسيس أسرة صالحة” إلى مجرد شكل اجتماعي أشبه بالمسابقة حتى نلحق “القطار” وفقًا لما يفرضه المجتمع من شروط. هذا القطار الذي يدهس كل قيم الرحمة والمودة والحب داخل البيوت الآن في فترة المفروض أن يظهر فيها التراحم والاحتواء والحب!

لكن في النهاية، هذه المظاهر للعنف المنزلي سواء كان بدنيا أو معنويا أو لفظيا هي نتاج توارث عادات وتقاليد بالية، علمت الرجال أن قيمتك في نظر المجتمع هي أن تتسلط على النساء وتأمرهن، وعلي النساء السمع والطاعة المطلقة حتى لو كانت الأوامر تنافي ما جاء به الدين.

لذلك ليس لأحد أن يدعي أنه حزين على غلق دور العبادة وهو في الحقيقة يعنف أهل بيته ويمن عليهم بما ينفقه!!

دعوة للتفكير وإعادة الحسابات ليس أكثر.

للرجال درجة؟

للرجال درجة؟

الدرجة التي اختص الله بها الرجال في الآية 228 من سورة البقرة لا تعني أنه سبحانه وتعالى ميز الرجال عن النساء تميز مكانة، وإنما أعطاه خصائص نفسية وجسمانية تجعله مسؤول عن حماية ورعاية المرأة وتحمل هذه المسؤولية، فبذلك تكون الدرجة تكليف لا تشريف.

تسافر المرأة بمفردها؟

تسافر المرأة بمفردها؟

هناك حالة من الضبابية داخل المجتمعات العربية حول سفر النساء بمفردهن! يرجع السبب الرئيس في وجود هذه الحالة من عدم الوضوح إلى خلط الأوراق بين النصوص الدينية والعادات والتقاليد. فالمجتمع لا يبذل جهدا في التعرف على حقيقة الأمر دينيًا، سواء في المسيحية أو الإسلام!

رسالة حياة

رسالة حياة

من الأشياء التي أرى فيها تناقض عجيب بين القول والفعل أو القول والتطبيق هي مفهوم “الرزق”، فعندما تتحدث مع أحدهم وتقول إن الزواج رزق من عند الله، يؤكد لك بنبرة خشوع “أيوه، ونعم بالله”، وبعد دقائق أو ربما ثوان قليلة، يسأل: “مش هنفرح بيكي بقى”؟